السلام عليكم ورحمة الله....
كان عليه أفضل الصلاة والسلام أكثر الناس تبسما وضحكا في وجوه أصحابه , كانت تعلو محياه الابتسامة المشرقة الطاهرة , فاذا قابل الناس أسر قلوبهم أسرا , فمالت النفوس اليه وتهافتت الأرواح عليه , يبتسم عن مثل البدر في وجه أبهى من الشمس , وجبين أزهى من الزهر , وفم أطهر من الأقحوان , وخلق أندى من الرياض, وود أرق من النسيم .
يمازح أصحابه فتنشط أرواحهم , وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم , فلا والله ما يريدون الدنيا كلها بجلسة من جلساته عليه السلام .
والرسول عليه السلام في ضحكه ودعابته وسط بين من جف خلقه وبين من أكثر من الضحك واستهتر في المزاح , فكان عليه السلام يضحك في مناسبات حتى تبدو نواجذه ولكنه لم يستغرق في الضحك ولم يفرط فيه حتى يهتز جسمه ونحو ذلك.
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " اياك والضحك , فان كثرة الضحك تميت القلب".أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد ورد أنه مازح أحد أصحابه فقال له أحدهم : أريد أن تحملني يا رسول الله على جمل ,
قال : "لا أجد لك الا ولد الناقة" فولى الرجل فدعاه وقال : " وهل تلد الابل الا النوق "
أي أن الجمل أصلا ولد ناقة. أخرجه أحمد و أبو داوود والترمذي عن أنس بن مالك أرضاه الله.
ويروى أن عجوزا أتته عليه الصلاة والسلام فطلبت منه أن يدعو لها بدخول الجنة , فقال "لا يدخل الجنة عجوز " فولت تبكي , فدعاها وقال " أما سمعت قول الله سبحانه:انا أنشأناهن انشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا" أخرجه الطبراني.
فسبحان من رفع قدره حتى صار ضحكه يحفظ في بطون الأسفار , وتبارك من شرف منزلته ,
فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما تنفس صباح وعسعس ليل.