لا أحد في قلب أحد

لا أحد في قلب أحد

لا أحد في قلب أحد
منذ أن ألقيت في قلبك "أحد ما"
وأنت تستعير قلوب الآخرين
تعيدها لهم بطعم غياب يشبه الألم
تفكر في ناي يحول وجهة الريح
نحو السهوب الخضراء
حيث طفل يحمل طائرة ورقية
تحضن قوس قزح
ليولد كائن الألوان

كيف أمكنك اختراق حاجز الكلام
والوقوف على حجر الصمت
كجرذ يقرض خيباته؟
كيف فكرت أن القصيدة خلاص
وأن البدايات والفواصل والنقط والخواتم
أقنعة للتحرك بهدوء؟

لأنك قلب وهذا يكفي لإغراقك وحيداً
بدون التباس في الماء
بدون يد تؤمن بالقطرة في القاع
بدون أمواج تركض خلفك
بدون جنازة تمضي بك إلى الحياة

أعدك للهبوط بكثير من العتمة
في الشعر
في أعياد الميلاد
في الدمعة التي تستوقف الأصابع

أعدك
وأخسر أعماقي
لا راعي للأعماق
أبتعد عن بردها، حرها، الأشرعة الجريحة
لا يتبعني أحد
أتجمع حولها
فيعلق المنسحبون في المشهد

أحاول اغتيالك وسط أنينك
أقف فوق سطح العالم
وأسدد سبعاً وعشرين طلقة
لكنك تستمر في استنساخ موتك

أعود
وأربح خوفك

أي قصيدة أقوى من وخز الشقاء؟
أي شاعر بإمكانه إسكات طفلة الأعماق؟

ربما المغني في نهاية الحفل
ربما الأغنية في بدايتها
شمعة الصوت في ركن وحيد
يا لهذا الخرس، يبكي رماده.

من مجموعة التنكيل بسيرة الحب - مخطوطة